وسط تصفيقات منقطعة النظير، اهتزت لها القاعة الكبرى داخل عمالة قلعة السراغنة ؛ تصفيقات مصحوبة بالبكاء إلى حد العويل وكأن الحدث مأثم ، هذا الموقف اندهش له وزير السكنى وإعداد سياسة المدينة نبيل بن عبدالله ؛ وهو يشرف على تنصيب العامل الجديد لقلعة السراغنة محمد صبري . فلقد توقف نبيل بن عبدالله أكثر من مرة تحت تأثير هذه التصفيقات - التي نادرا ما تقع - ، صحيح أن المتوج بتسيير الشأن المحلي بالقلعة هو ابن المدينة زيادة وخلقا لكن الوفاء كان للمغادر ابن الشاوية محمد نجيب بن الشيخ ؛ الذي لم تعرف المدينة عاملا بمثل أخلاقه وجدية في تسيير شؤون الإقليم ، فكل العمال الذين تناوبوا على التسيير لم يكونوا بنفس جدية ابن منطقة أولاد سعيد ، دموع حفل التنصيب هذا لم تكن أبدا دموعا للتماسيح ، ولكنها كانت تعبر بصدق عن مايكنه أبناء السراغنة من حب وتقدير لهذا الرجل ، الذي غير مدينة قلعة السراغنة من مدينة مهمشة إلى مدينة يمكن أن نقول عنها بأنها حاضرة وعروسة جهة مراكش تانسيفت الحوز.
السيد الوزير وأمام هذه التصفيقات أوحى للحضور بأنه يتفهم قيمة هذه الأجواء لأنها تعني الصدق في تحمل أمانة تسيير الشأن وتعني أيضا المواطنة الكاملة لرجل بل لعائلة - ابن الشيخ - مشهود لها بحبها الكبير لوطنها ووفائها لملكها . تدخلات المواطنين كلها انصبت على هذا المغادر الذي جعل مدينتهم جنة خضراء بكل فضاءاتها المزينة بالنافورات وأشجار النخيل ، وأنهم لا ينافقونه بقدر ما ينصفونه على أدائه وعمله خلال الفترة التي تولى فيها المسؤولية وغير أشياء كثيرة من معالم هذه المدينة ؛ التي هي بحق جميلة مدن جهة مراكش تانسيفت الحوز .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire